• الرئيسية
• مقالات
• مرض السكري: التعريف وأنواعه، الأعراض، الوقاية، العلاج، كيفية عمل الأنسولين

مرض السكري: التعريف وأنواعه، الأعراض، الوقاية، العلاج، كيفية عمل الأنسولين

مرض السكري: التعريف وأنواعه، الأعراض، الوقاية، العلاج، كيفية عمل الأنسولين، عوامل الخطر، والمضاعفات.

مقدمة:

يُعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم، وهو حالة مزمنة تتعلق بارتفاع مستوى السكر في الدم. ينتج ذلك بسبب انقطاع أو تحمل نقاص الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، وهو الأنسولين. يؤثر مرض السكري على مختلف أنظمة الجسم، مما يتطلب التعامل معه بجدية. في هذه المقالة، سنقدم تعريفًا مفصلًا عن مرض السكري وأنواعه، الأعراض، وسبل الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى ذكر كيفية عمل الأنسولين والعوامل المؤدية للإصابة بالمرض والمضاعفات المحتملة.

التعريف وأنواع مرض السكري:

مرض السكري هو حالة مزمنة تتمثل في ارتفاع مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم بشكل مستمر. يحدث ذلك عندما يكون هناك نقص في إنتاج الأنسولين، أو عندما لا يتم استخدامه بشكل فعال في الجسم. الأنسولين هو هرمون يفرز من خلايا البانكرياس ويساعد الجسم على امتصاص السكر واستخدامه كمصدر للطاقة.

هناك نوعان رئيسيان من مرض السكري:

1. النوع الأول (السكري من النوع 1): يحدث عندما تهاجم جهاز المناعة الجسمية خلايا البانكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. نتيجة لذلك، يصبح الشخص المصاب بحاجة إلى حقن الأنسولين بشكل يومي للتحكم في مستوى السكر في الدم. يعتبر السكري من النوع 1 أكثر شيوعًا بين الأطفال والشباب، ويجب عليهم إجراء فحوصات متكررة لمستوى السكر في الدم وتناول الأنسولين بانتظام.

2. النوع الثاني (السكري من النوع 2): يحدث عندما يكون جسم الشخص قادرًا على إنتاج الأنسولين، ولكن لا يمكنه استخدامه بشكل صحيح أو لا ينتجه بكمية كافية. يرتبط هذا النوع بشكل أساسي بنمط الحياة والتغذية، وقد يكون العلاج يتضمن الحمية الغذائية وممارسة النشاط البدني وأحيانًا تناول الأدوية الفموية أو الأنسولين حسب حالة المريض.

الأعراض:

تختلف أعراض مرض السكري حسب نوع المرض ودرجة تأثير ارتفاع مستوى السكر في الدم. من بين أشهر الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بمرض السكري:

1. الشعور المستمر بالعطش والجفاف في الفم.

2. الإحساس بالتعب والضعف بصورة دائمة.

3. زيادة التبول والحاجة المتكررة للتبول.

4. فقدان الوزن بشكل غير مفسر وبصورة سريعة في حالات السكري من النوع 1.

5. جروح الجلد التي تستغرق وقتًا طويلاً للشفاء.

6. ضعف النظر وعدم وضوح الرؤية.

7. ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.

الوقاية:

لا يمكن تجنب العوامل الوراثية والمرضية التي تسبب مرض السكري من النوع 1، ولكن هناك خطوات يمكن اتخاذها للوقاية من السكري من النوع 2 وتقليل فرص الإصابة به، وهي كالتالي:

1. التغذية الصحية: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد على الحفاظ على وزن صحي ومناسب. يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات وتقليل تناول السكريات والدهون المشبعة.

2. ممارسة النشاط البدني: يعتبر ممارسة التمارين الرياضية منتظمة جزءًا أساسيًا من الوقاية من مرض السكري من النوع 2. تساعد التمارين البدنية على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتعزز امتصاص السكر في الدم.

3. التحكم في الوزن: الحفاظ على وزن صحي يساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. في حالة البدانة، يجب تحسين النظام الغذائي وزيادة مستوى النشاط البدني لتحقيق فقدان الوزن بشكل آمن.

4. الكشف المبكر والفحوصات الدورية: يُنصح بإجراء فحوصات دورية لمستوى السكر في الدم وفحص الدم الصائم وفحص تراكيز الهيموجلوبين الطويلة الأمد (HbA1c) للكشف المبكر عن أي تغيرات في مستوى السكر بالدم.

العلاج:

يتوجه العلاج لمرضى السكري بناءً على نوع المرض ودرجة خطورته. لمرض السكري من النوع 1، يعتبر الأنسولين العنصر الأساسي في العلاج، حيث يتم حقنه بانتظام بناءً على احتياجات المريض ومستوى السكر في الدم. قد يتم أيضًا توجيه المرضى لاستخدام مضخات الأنسولين لتسهيل إدارة الجرعات.

أما بالنسبة لمرضى السكري من النوع 2، فقد يبدأ العلاج بتغييرات في نمط الحياة والتغذية وممارسة التمارين البدنية. إذا لم تكن هذه الإجراءات كافية للسيطرة على مستوى السكر في الدم، فقد يصف الطبيب أدوية فموية لمساعدة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أفضل. في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يكون الأنسولين ضروريًا.

كيفية عمل الأنسولين:

الأنسولين هو هرمون يلعب دورًا حيويًا في تنظيم مستوى السكر في الدم. عندما يرتفع مستوى السكر بالدم بعد تناول الطعام، تفرز خلايا بيتا في البانكرياس الأنسولين. يتحرك الأنسولين إلى الخلايا المختلفة في الجسم مع المساعدة من مستقبلات الأنسولين. هذه المستقبلات تسمح للأنسولين بنقل السكر من الدم إلى الخلايا لتخزينه واستخدامه كمصدر للطاقة.

عوامل الخطر:

هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، بما في ذلك:

1. العوامل الوراثية: لوجود تاريخ عائلي للسكري، فقد يزيد خطر الإصابة بالمرض.

2. الوزن الزائد والبدانة: يزيد وجود الوزن الزائد والبدانة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

3. نمط الحياة: الحياة الغير نشطة وعدم ممارسة التمارين البدنية بانتظام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري.

4. التغذية الغير صحية: تناول الطعام الغني بالسكريات والدهون المشبعة يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع 2.

المضاعفات:

قد تسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل طويل الأمد عددًا من المضاعفات الصحية الخطيرة. إذا لم يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد، فإن هذه المضاعفات قد تكون خطيرة وقد تشمل:

1. مشاكل القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية، وهذا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب.

2. مشاكل الكلى: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الكلى وفشلها التدريجي، مما يتطلب في بعض الحالات العلاج بالغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.

3. مشاكل الأعصاب (الأعصاب الطرفية): يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، وهذا يمكن أن يسبب ضعفًا وتنميلًا في الأطراف وتلفًا في الأعصاب الطرفية.

4. مشاكل العين: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في العين، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل بالرؤية وحتى فقدان البصر.

5. الجروح والالتهابات: يمكن أن يجعل ارتفاع مستوى السكر في الدم من الصعب على الجسم محاربة الالتهابات والجروح، مما يؤدي إلى تأخر شفائها وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.

الاهتمام بمرضى السكري والتحكم في مستوى السكر في الدم بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل خطر حدوث هذه المضاعفات وتحسين جودة الحياة.

ختامًا، يعتبر مرض السكري مرضًا خطيرًا يتطلب الاهتمام والمتابعة المستمرة من قبل المريض والفريق الطبي. يجب على الأشخاص المصابين بالسكري العمل مع الأطباء والمختصين لضبط العلاج واتباع النصائح والإرشادات الصحيحة للتحكم في مستوى السكر في الدم وتجنب المضاعفات الصحية. كما يُحث المجتمع على تعزيز التوعية بمرض السكري وأهمية الوقاية والكشف المبكر للمساهمة في التقليل من انتشار المرض وتحسين الرعاية الصحية للأفراد المصابين.